المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ٢٥
وقد غزوا ذو نواس نجران بجنوده ودعاهم إلى اليهودية فأبوا عليه، وذكروا في سبب ذلك " ان يهوديا كان بنجران عدا أهلها على ابنين له فقتلوهما ظلما فرفع امره إلى ذي نواس وتوسل إليه اليهودية واستنصره على أهل نجران - وهم نصارى - فحمى له ولدينه وغزاهم " وقتل جماعة بالسيف وجماعة خدد لهم أخدودا من نار وألقاهم فيه وبعضهم يرى أنه نزل في تلك الواقعة قوله تعالى " قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحكيم " وللشك في ذلك مجال واسع. وقد استنجد نصارى نجران بالحبشة فأنجدوهم وغزوا بلاد العرب وهزموا ذا نواس واستمرت النصرانية في نجران تحميها الحبشة من الجنوب والروم من الشمال.
وكان يتولى كعبة نجران - وان شئت فقل نجران وتوابعها - ثلاثة: السيد - واسمه وهب - ويظهر انه كان يدير الأمور الخارجية وبتولي أمور العلاقات بينهم وبين القبائل من غيرهم وهو ما نسميه اليوم وزير الخارجية وكان أيضا رئيسهم في الحرب وهو ما نسميه وزير الحريبة أو وزير الدفاع.
والعاقب - واسمه عبد المسيح - وكان يتولى الأمور الداخلية وهو ما نسميه اليوم وزير الداخلية والأسقف - وهو أبو حارثة - وكان يتولى الأمور الدينية. ولكن المهمات كان يشتور الثلاثة فيها. قال ياقوت:
" ووفد على رسول الله (ص) وفد نجران وفيهم السيد - واسمه وهب - والعاقب - واسمه عبد المسيح - والأسقف - وهو أبو حاتم - وأراد رسول الله (ص) مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي (ص) فكتب لهم كتابا فلما ولى أبو بكر نفذ ذلك لهم ولي عمر أجلاهم واشتري أموالهم "
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»