المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٢٨
يقصد إلي من السبيل التي نهجتها برسلي لم يزدد في عبادته مني الا بعدا.
قال العاقب: رويدك لقد نبأت حقا.
قال حارثة:
فما دون الحق من مقنع وما بعده لامرء مفزع ولذلك قلت الذي قلت.
فاعترضه السيد وكان ذا مجال (1) وجدال شديد فقال:
ما احرى وما أرى أخا قريش مرسلا الا إلى قومه بني إسماعيل (في دينه) وهو مع ذلك يزعم أن الله عز وجل أرسله إلى الناس جميعا.
فقال حارثة: أفتعلم أنت يا أبا قرة؟ ان محمدا مرسل إلى قومه خاصة.
قال: أجل!
- أتشهد له بذلك؟
- ويحك وهل يستطاع دفع الشواهد! نعم اشهد غير مرتاب بذلك وبذلك شهدت له الصحف الدارسة، والانباء الخالية!..
فاطرق حارثة ضاحكا ينكث الأرض بسبابته.
قال السيد: ما يضحكك يا ابن اتاك؟
حارثة - عجبت فضحكت السيد - أو عجب ما تسمع؟
حارثة - نعم العجب أجمع أليس - بالإله - بعجيب من رجل أوتي اثرة من علم وحكمة يزعم أن الله عز وجل اصطفى لنبوته واختص

(1) صاحب مكر وحيل
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»