الأرض وما عليها من هوام، وطائر وأنام وتخرج له أمكم - يعني الأرض - بركتها وزينتها وتلقي إليها كنوزها وأفلاذ كبدها حتى تعود كهيئتها على عهد آدم عليه السلام، وترفع عنهم المسكنة والعاهات في عهده والنقمات التي كانت تضرب بها الأمم من قبل وتلقى أفي البلاد الامنة وتنزع حمة كل ذات حمة ومخلب كل ذي مخلب وناب كل ذي ثاب حتى أن الجويرية اللكاع لتلعب بالأفعوان فلا يضرها شيئا، وحتى يكون الأسد في الباقر (1) كأنه راعيها والذئب في البهم كأنه ربها ويظهر الله عبده على الدين كله فيملك مقاليد الأقاليم إلى بيضاء الصين حتى لا يكون على عهده في الأرض اجمعها الا دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده وبعث به آدم بديع فطرته واحمد خاتم رسالته ومن بينهما من أنبيائه ورسله.
وما ان انتهى العاقب من اقتصاصه هذا قبل عليه حارثة مجيبا فقال:
(اشهد بالله البديع يا أيها النبيه الخطير والعليم الأثير، لقد ابتسم الحق بقلبك واشرق الجنان بعدل منطقك وتنزلت كتب الله التي جعلها نورا في بلاده وشاهدة على عباده بما اقتصصت من سطورها حقا فلم يخالف طرس منها ولا رسم من آياتها رسما فما بعد هذا؟
قال العاقب:
فإنك زعمته أخا قريش فكنت بما تؤثر من هذا حق غالط.
حارثة - وبم؟ ألم تعترف له بنبوته ورسالته الشواهد؟!
العاقب - بلى لعمر الله ولكنهما نبيان رسولان يعتقبان بين مسيح الله عز وجل وبين الساعة اشتق اسم أحدهما من صاحبه محمد واحمد بشر بأولهما