المباهلة - السيد عبد الله السبيتي - الصفحة ١٢٤
وزعمت أبا واثلة ان راد ما قلت أكثر من قائله وأنت لعمر الله حري الا يؤثر هذا عنك فقد علمت وعلمنا أمة الإنجيل معا بسيرة ما قام به المسيح في حواريه ومن آمن له من قومه وهذه منك فهة " 1 " لا يرحضها " 2 " الا التوبة والاقرار بما سبق به من الانكار.
فلما اتي على هذا الكلام صرف إلى السيد وجهه فقال.
لا سيف الا ذو نبوة، ولا علم الا ذو هفوة فمن نزع عن وهله واقلع فهو السعيد الرشيد، وإنما الآفة في الاصرار، وأعرضت بذكر نبيين يخلقان زعمت بعد ابن البتول، فأين يذهب بك عما خلد في الصحف من ذكرى ذلك؟ ألم تعلم ما أنبأنا به المسيح عليه السلام في بني إسرائيل؟
وقوله لهم كيف بكم إذا ذهب بي إلى أبي وأبيكم (كذا) وخلف بعد اعصار تخلو من بعدي وبعدكم صادق وكاذب؟ قالوا ومن هما يا مسيح الله؟ قال: نبي من ذرية إسماعيل عليهما السلام صادق ومتنبئ من بني إسرائيل كاذب، فالصادق منبعث منهما برحمة وملحمة يكون له الملك والسلطان ما دامت الدنيا واما الكاذب فله نبز يذكر به المسيح الدجال يملك فواقا ثم يقتله الله بيدي إذا رجع بي.
قال حارثة:
وأحذركم يا قوم ان يكون من قبلكم من اليهود أسوة انهم أنذروا بمسيحين: مسيح رحمة وهدى ومسيح ضلالة وجعل لهم على كل واحد منهما

" 1 " الفهة بالفتح والتشديد السقطة " 2 " الرحض بالحاء المهملة والضاد المعجمة غسل الثوب اي لا يغسلها الا التوبة
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»