له: عبيد الله وعبد الله، فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة: إني قد أزمعت على الخروج وأنا خارج، فقالوا له: إنا نخاف عليك أصحاب ابن زياد..) (1) وسنذكر صورة أخرى عن موقف زعماء البصرة من الشيعة في فصل آخر.
من أين جاء هذا الموقف الحذر عند البصريين، والذي يتسم باللا مبالاة عند الحجازيين، في مقابل موقف الكوفيين الواضح، المندفع؟
هل يكون الجواب أن الحجاز بعد أن لم يعد مركزا للخلافة الاسلامية لم يعد يهتم بالنشاط الذي يدور حولها وهي، على كل حال، ستكون في الشام أو في العراق، هذا مضافا إلى سياسة معاوية التي جعلت النخبة الحجازية من قريش وغيرها تغرق في الترف واللهو الذين جعلاها تحاذر من أي نشاط يعرض ترفها للزوال ولهوها للكدر؟
وأن البصريين، وهم طالما تنازعوا مع قبائل الكوفة حول من له حق جباية الخراج من كورة كذا أو كورة كذا (2) لم يتحمسوا للمشاركة في ثورة