عليه، موفرين قوتهم ليستخدموها لحسابهم الخاص.
وقد أفلح العباسيون أخيرا في الاستيلاء على السلطة مستغلين عاملين:
الأول:
أنهم كما ذكرنا استفادوا نفوذا شعبيا من كل الثورات التي قام بها الطالبيون وغيرهم، وحين تحركوا للدعوة إلى أنفسهم لم يفصح دعاتهم عن هوية المدعو إليه، وإنما كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد، وكان الناس يفهمون من هذا التعبير العام أن المدعو إليه رجل علوي لما يتمتع به العلويون من حضور قوي في الذهنية العامة. وكان الدعاة والخواص وحدهم يعرفون الهوية العباسية للمدعو إليه، وحين جاء الوقت المناسب أعلنوا ما يقال من عهد أبي هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب إلى علي بن عبد الله بن عباس، وتحويله حقه في السلطة إلى علي هذا (1).