أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٢٠٢
فقد ضربت عنق مسلم بن عقيل، ثم رمي به من أعلى القصر إلى الأرض فتكسرت عظامه، وضربت عنق هاني بن عروة في السوق بعد أن شد كتافا، ثم جرا بأرجلهما في سوق الكوفة (1).
وعبد الله بن بقطر رمي به من أعلى القصر فتكسرت عظامه، وبقي به رمق فذبح (2).
وقيس بن مسهر الصيداوي أمر عبيد الله بن زياد أن يرمى به من فوق القصر، فرمي به، فتقطع فمات (3).
وفيما بعد، اتبعت طريقة السحق الوحشي الذي لا يبقى ولا يذر بالنسبة إلى جماعة الثوار الصغيرة في كربلاء. فمع أن العدد محدود للغاية حشد له من القوة العسكرية عدد كبير جدا (4) ووضع العراق كله في حالة تأهب قصوى، وحكم العراق كله حكما عرفيا. لقد أرادت السلطة أن تحترز من وقوع أي خطأ يجعل أحدا من هذه العناصر القيادية الخطرة يتسرب من قبضتها.
ثم كانت إجراءات قمع الثورة وسحقها تشتمل على تصرفات شاذة لا

(1) الطبري: 5 / 378 - 379 و 397: (... فرأيتهما يجران بأرجلهما في السوق).
(2) الطبري: 5 / 398.
(3) الطبري: 5 / 395.
(4) نعتقد أن عدد الجيش الأموي في كربلاء يتجاوز الأربعة آلاف، وهو العدد الذي يبدو مقبولا لدى المؤرخين. فقد ورد على لسان الطرماح بن عدي في كلامه مع الحسين حين لقي الحسين في عذيب الهجانات، قوله: (... وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثم يسرحون إلى الحسين... الطبري: 5 / 406) وتذكر كتب المقتل عدة روايات في عدد أفراد الجيش الأموي، أقر بها إلى تمثيل الحقيقة في نظرنا أن العدد يتراوح بين عشرين وثلاثين ألفا.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة