إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٦٠
وقال ابن سيرين (1) قال عمر بن الخطاب: والله لأعزلن خالدا عن الشام، ومثنى بن سنان عن العراق حتى علما أن الله ينصر هذا الدين، ولسنا ناصريه.
قال سيف: فكتب عمر إلى أبي عبيدة:
سلام عليك أما بعد.. فإني عزلت خالدا عن جند الشام ووليتك أمرهم فقم به والسلام.
فوصل الكتاب إلى أبي عبيدة فكتم الحال حياء من خالد، وخوفا من اضطراب الأمور ولم يوقفه على الكتاب حتى فتحت دمشق، وكان خالد على عادته في الأمرة، وأبو عبيده يصلي خلفه (2) انتهى.
وقال سبط ابن الجوزي أيضا في مرآة الزمان، في وقائع السنة الثالثة عشرة:
وكتب عمر إلى أبي عبيدة:
أما بعد.. فإن أكذب خالد نفسه فهو أبين على من معه، وإن لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه، ثم أنزع عمامته عن رأسه وقاسمه ما له نصفين.
وبلغ خالدا فقال: فعلها الأعيسر، ابن حنتمة لا يزال كذا، ودخل على أخته فاطمة بنت الوليد وكانت عند الحرث بن هشام فقال: ما ترين في كذا وكذا فقالت: والله لا يحبك عمر أبدا، وما يريد إلا أن تكذب نفسك، فيعزلك، فقبل رأسها، وأرسل إلى أبي عبيدة وقال: لا أكذب نفسي أبدا، فقال:
فقاسمني ما لي، فقاسمه حتى أخذ بغلا وأعطاه بغلا، فتكلم الناس في عمر وقالوا: هذه والله العداوة.
ولم يعجب الصحابة ما فعل بخالد، وقد روي إن خالدا أمتنع من ذلك

(١) أبو بكر محمد بن سيرين البصري المتوفى ١١٠. تهذيب الأسماء واللغات ١: ٨٣. تاريخ الإسلام ٤:
١٩٢
. الأعلام ٧: ٢٥. ومنات الجنات 7: 249.
(2) مرآة الزمان
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»