وقال مجد الدين الفيروزآبادي (4) في القاموس: المبرطش، الدلال أو الساعي بين البائع والمشتري وكان عمر رضي الله عنه في الجاهلية مبرطشا (5).
وقال الزبيدي (6) في تاج العروس في شرح القاموس: المبرطش، أهمله الجوهري والصاغات وصاحب اللسان، وهو الدلال أو الساعي بين البائع والمشتري، وفي الحديث كان عمر رضي الله تعالى عنه في الجاهلية مبرطشا، أي كان يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلا (7) إنتهى.
ومما يدل على مهانة نسب عمرو ودنائة أصل أمه ما جرى بين خالد بن الوليد وبين عمر في قصة قتل خالد، مالك بن نويرة، وهذه قصة طريفة تبدي عورات الأصحاب المبجلين بين السنة حيث أن المقام لا يسع ذكرها برمتها فلنقتصر على ذكر بعض ما يتعلق بها.
قال الطبري (1) في تاريخه عند قصة قتل خالد، مالك بن نويرة وأصحابه، فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال: عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزى على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال:
اربأ، قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك بأحجارك، ولا يكلمه خالد بن الوليد، ولا يظن إلا أن رأى أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل علي فلما دخل عليه أخبره الخبر وأعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه وعن