وقال محمد مرتضى الزبيدي، في تاج العروس، في لغة - بعج - وفي حديث عمرو وصف عمر رضي الله عنه فقال: إن ابن حنتمة بعجب له الدنيا معاها، هذا مثل ضربه أراد إنها كشفت له عما كان فيها من الكنوز والأموال والغنى، وحنتمة أمه (1).
وقال أيضا في تاج العروس: في لغة حنتم في ذكر حنتمة وهي أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ومنه حديث عمرو بن العاص، أن ابن حنتمة بعجت له الدنيا معاها (2) ولقد جرت بين عمر بن الخطاب، وبين عمرو بن العاص منازعة عجيبة ظهرت فيها دنائة حسب عمر وأبيه بنحو عجيب، وها نحن ننقل خبر هذه المنازعة برمته ليظهر منها هبوط درجة أمثال هؤلاء الأصحاب عن الأدب الشرعي والتهذيب الخلقي، وارتكابهم ما لا يجوز عقلا ولا شرعا.
قال شهاب الدين أحمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي القرطبي المالكي (3) في كتابه العقد الفريد: وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص، وكان عامله على مصر، من عبد الله بن الخطاب إلى عمرو بن العاص:
سلام عليك، فإنه بلغني أنه فشت لك فاشية من خيل، وإبل، وغنم، وبقر، وعبيد وعهدي بك قبل ذلك أن لا مال لك، فأكتب إلي من أين أصل هذا المال ولا تكتمه (4).
فكتب إليه عمرو بن العاص: لعبد الله عمر أمير المؤمنين: سلام عليك، والله إني لا أعرف الخطاب يحمل