إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٧١
وأما أولاد بنات غيره فلا يجري فيهم مع جدهم لأمهم هذه الأحكام، نعم يستوي الجد للأب والأم في الانتساب إليهما من حيث تطلق الذرية والنسل والعقب عليهم، فأراد صاحب التلخيص بالخصوصية بأمر، وأراد القفال بعدمها، وهذا وحينئذ فلا خلاف بينهما في الحقيقة وأتى بما ليس عليه مزيد فراجعه.
وقال العلامة محمد بن أبي بكر الأشخر (1) في فتاويه: فإن قلت يؤيد ما دل عليه إطلاقهم إن نحو الهاشمي يكافئ من إنتسب إلى البضعة الكريمة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، تزويج علي رضي الله عنه أبنته أم كلثوم وأمها فاطمة، من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأنه إذا كافأها من ليس هاشميا ولا مطلبيا فمن ثم يزوجه جبرا، لأنها كانت صغيرة جدا إذ ذاك، فلأن يكافئها هاشمي ومطلبي من باب أولى.
قلت: لا دليل في هذه القضية على ما ذكر إذ لا تصريح بأن عمر رضي الله عنه كفو لها حتى يستدل على أولوية مكافأة من مر، وغاية ما فيه وقوع عقدها بالإجبار فلعلهما كانا يريان صحة العقد ثم تخير إذا بلغت كما هو أحد قولي الشافعي، وإن كان الأظهر خلافه، وقد سمعت بعض مشايخنا، أجاب بأن عمر - (رض) لما كان أفضل منها ومن أبيها على المذهب السني أقتضى كمال حالها أن لا ينظر فضيلة الانتماء إليه (ص) المحض، وهذا لا يأتي على قاعدة المذهب أن بعض الخصال لا تقابل ببعض والله أعلم (2).

(١) جمال الدين محمد بن أبي بكر الأشخر الزبيدي اليمني الشافعي المتوفى ٩٩١ فقيه أصولي، نحوي، نسابة، ناظم، مشارك في علوم. النور السافر: ٣٩٠. الشذرات ٨: ٤٢٥. البدر الطالع ٢: ١٤٦ إيضاح المكنون ٣٦٣٠٢. الأعلام ٦: ٢٨٥. هدية العارفين ٢: ٢٥٧.
(٢) اتفقت كلمة النبي الأعظم (ص) وكلمات الصحابة والتابعين على أن أفضل الأمة بعد الرسول الأقدس (ص) هو أمير المؤمنين عليه السلام بلا منازع، وقد روى الهيثمي عن عبد الله بن مسعود قال: كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب. مجمع الزوائد ٩: ١١٦ / الرياض النضرة ٢: ٢٠٩.
وقول ابن عباس بعدما سأله معاوية عن علي بن أبي طالب: رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى، وكهف التقى، ومحل الحجى، وطور البها، ونور السرى.. وأفضل من حج وسعى. الاستيعاب ٢: ٤٥٦.
فضائل الخمسة 2: 246.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»