إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٥٩
قال الطبري أيضا في تاريخه: في ذكر فتح العراق، فكتب أبو بكر إلى خالد وهو بالحيرة أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم، ويستخلف على ضعفة الناس رجلا منهم فلما أتى خالد كتاب أبي بكر بذلك قال: هكذا عمل الأعيسر ابن أم شملة، يعني عمر بن الخطاب، حسدني أن يكون فتح العراق على يدي فسار خالد بأهل القوة من الناس ورد الضعفاء والنساء إلى المدينة، مدينة رسول الله (ص) وأمر عليهم عمير بن سعد الأنصاري (1).
وقال الطبري في تاريخه في حوادث سنة ثلاث عشر من الهجرة في خبر اليرموك: كتب إلى السري عن شعيب عن سيف عن أبي عثمان البناني عن أبيه قال: قال عكرمة بن أبي جميل يوم إذ قاتلت رسول الله (ص) في كل موطن، وأفر منكم اليوم، ثم نادى من يبايع على الموت فبايعه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزود في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جراحا وقتلوا إلا من برأ منهم ضرار بن الأزود، وقال وأتى خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحا، فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء ويقول: كلا زعم ابن الحنتمة لا نستشهد (2).
وقال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان: لم يزل عمر ساخطا على خالد مدة خلافته أبي بكر لكلام كان يبلغه عنه من الاستخفاف به، واطراح جانبه، وما كان يسميه إلا باسم أمه وبالأعيسر، وكان أكبر ذنوبه - خالد - عنده قتل مالك بن نويرة بعد إسلامه وأخذه لامرأته، ودخوله المسجد وعلى رأسه السهام فيها دم، وكان يحث أبا بكر على عزله، ويحرضه على قتله بسبب قتله لمالك، وكان أبو بكر يتوقف فلما مات أبو بكر، وولي عمر قال: والله لا يلي لي خالد عملا أبدا.

(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»