إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٧٧
أرباب الألباب والعقول.
أما قول ابن الأثير: فولدت له زيد بن عمر الأكبر ورقية فبطلانه أظهر من أن ينبه عليه، وقد ذكرنا مراد أما يبطله ويفسده، ويرده ويدفعه بأدلة قاهرة، وحجج باهرة، ويكفي في هذا الباب ما مر عليك قريبا في أبطال كلام صاحب الاستيعاب.
وقول ابن الأثير: وتوفيت أم كلثوم وأبنها زيد في وقت واحد، إلى قوله:
وصلى عليها عبد الله بن عمر قدمه الحسن بن علي فتقف على بطلانه وفساده وانداره إنشاء الله تعالى في باب خاص، ببيان مبسوط متين متراص، وتعلم هناك مفصلا ما اختلقه الكذابون المتهالكون على الافتراء والاختراص، وتستيقن أن الروايات المفتعلة في هذا الباب من أفضح ما تتخرصه أوقح السوقيين من القصاص.
أما قول ابن الأثير ولما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر، فبطلانه أظهر من الشمس، وأبين من الأمس وذلك لأن كبار العلماء من العامة وذكروا في كتبهم إن عون بن جعفر قد استشهد في حرب تستر، وقد سمعت مرارا إن حرب تستر كانت في خلافة عمر.
ومن العجائب التي يتحير لها الناظر البصير الممعن الخبير إن ابن الأثير بنفسه في كتابه أعني أسد الغابة ذكر في ترجمة عون بن جعفر إنه أستشهد بتستر ولا عقب له وهذه عيون ألفاظه.
عون، آخره نون هو عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي والده جعفر هو ذو الجناحين ولد على عهد رسول (ص) أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد أسماء بنت عميس الخثعمية، أستشهد بتستر ولا عقب له، روى عبد الله بن جعفر إن النبي (ص) قال لعون: أشبهت خلقي وخلقي، وهذا إنما قال رسول الله (ص) لأبيه جعفر بن أبي طالب، أخرجه الثلاثة (1) انتهى.

(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»