أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف بن عبد الله الفراء، قالت له أخبركم أبو محمد الحسن ابن رشيق فقال: نعم، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، أخبرنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن، حسن بن حسن بن علي ابن أبي طالب قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليها الحسن والحسين أخواها فقالا لها: إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، وإنك والله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه، فوالله ما قاما حتى طلع علي يتكئ على عصاءه فجلس، فحمد الله وأثنى عليه وذكر منزلتهم من رسول الله (ص) وقال: قد عرفتم منزلتكم عندي يا بني فاطمة، وآثرتكم على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله (ص)، وقرابتكم منه فقالوا: صدقت رحمك الله فجزاك الله عنا خيرا، فقال: أي بنية إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تجعليه بيدي فقالت: أي أبة إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، وأحب أن أصيب مما تصيب النساء، من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي فقال: لا ولله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين فأخذا بثيابه فقالا:
اجلس يا أبة فوالله ما على هجرتك من صبر اجعلي أمرك بيده فقالت: قد فعلت قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر، وإنه لغلام وبعث لها بأربعة ألف درهم وأدخلها عليه، أخرجها أبو عمر (1).
انتهى كلام ابن الأثير، ولا يخفى وهنه وهوانه على الناقد البصير.
أما ما ذكره بقوله، خطبها عمر بن الخطاب إلى أبيها، إلى قوله: فرفئوه،