إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٨٢
وهؤلاء العلماء الكبار لو نفرد بعضهم بالقدح في عبد الرحمن لكفى في وهن خبره البطلان، فكيف إذا أجمعوا على توهين هذا الساقط في هوة الهوان.
أولا يعرف ابن حجر، أن عبد الرحمن روى هذا الخبر عن أبيه زيد بن أسلم، وزيد بن أسلم قد ذكره ابن عدي في كتاب الكامل في الضعفاء، ونقل أن أهل المدينة كانوا يتكلمون فيه:
ونقل أن عمر كان ينسب إلى التفسير بالرأي، وهذه مثلبة مليمة، وجرحه عظيمة وقد ذكرها ابن حجر بنفسه في التهذيب، قدح زيد عن ابن عبد البر، فيا للعجب من ابن حجر كيف غض البصر عن عيوب هذا الخبر أعني خبر المهر والصداق، وغفل عن ما في سنده ومتنه من المعائب القاصمة للظهر، والكاسرة للأعناق.
أما ما ذكره ابن حجر بقوله وقال الزبير: ولد يعمر ابنيه زيدا ورقية، فمردود باطل لأن الزبير بن بكار من النواصب الأشرار، وهو مقدوح بغير هذا المطعن العظيم أيضا كما سبق بيانه مفصلا في باب مفرد من هذا الكتاب، وقد ذكرنا مرادا أن بعض الأعلام من السنية مع قولهم بوقوع هذا النكاح المزعوم معترفون بأن أم كلثوم (ع) ماتت صغيرة ولم تلد ولدا أصلا لا ذكرا ولا أنثى، فكيف يقبل عاقل قول الزبير بن بكار في هذا الباب، والله العاصم عن كيد الناصبين الداعين إلى التبار والتبات.
أما قول ابن حجر: وماتت أم كلثوم وولدها.. إلى قوله: فماتا في يوم واحد، فبطلانه أوضح من الشمس في رابعة النهار، وسيأتي بيان فساده وكساده وإيضاح سقوطه وانهداده في باب مفرد بالتفصيل الجميل بعون الله الجليل، فكن من المنتظرين حتى يأتيك اليقين.
أما ما ذكره ابن حجر من تأيم أم كلثوم في رد ابن الأثير، وظهر بطلان هذه القصة المجعولة التي يشهد بكذبها كل ناقد بصير، وقد أسقط ابن حجر منها بعض
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 » »»