إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٦٥
المؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله (ص) يقول: كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وصهري فكان لي به (ع) النسب والسبب فأردت أن أجمع إليه الصهر فرفئوه.
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا الخشني حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي، إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها، فقيل أنه ردك فعاوده فقال له علي: أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها فقالت: مه والله لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينك.
وذكر ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده، إن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على مهر أربعين ألفا.
قال أبو عمر: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر ورقية بنت عمر وتوفيت أم كلثوم وأبنها زيد في وقت واحد، وقد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي ليلا كان قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشرجه وصرعه، فعاش أياما ثم مات هو وأمه في وقت واحد، وصلى عليهما ابن عمر قدمه حسن بن علي، وكانت فيهما سنتان فيما ذكروا ولم يورث واحد منهما من صاحبه لأنه لم يعرف أولهما موتا، وقدم زيد قبل أمه بما يلي الإمام (1) انتهى كلام ابن عبد البر.
وفي هذا الكلام أكاذيب كثيرة لا تخفى على أولي البصيرة، قوله: خطبها عمر بن الخطاب إلى قوله، فرفئوه، كذب صريح فيه طامات وهفوات وخرافات وسقطات، قد عرفت بطلانها وهو إنها بما أسلفناه في باب رد كلام ابن سعد البصري، ولا يخفى على أهل النقد والاختبار أن هذا السياق المكذوب الواضح سقوطه لأهل الأبصار اختلاق، أنس بن عياض الليثي

(1) الاستيعاب - هامش الإصابة - 4: 490 - 492.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»