إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٦٧
المجعول في سنده من الرجال غير واحد مجهول فكيف يحتفل به.
وفي سنده سفيان وهو ابن عيينة بقرنية روايته عن عمرو بن دينار، وسفيان هذا قد تكلم بعض أعلام الجرح والتعديل بما يسقط خبره عن درجة الاعتماد، قال ابن حجر في التهذيب، في ترجمة سفيان: وقال ابن عمار: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: أشهدوا إن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة، فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شئ، قلت: قرأت بخط الذهبي أنا أستبعد هذا القول وأجده غلطا من ابن عمار فأن القطان مات أول سنة 98 عند رجوع الحجاج وتحدثهم بأخبار الحجاز، فمتى تمكن من سماع هذا حتى يتهيأ له إن يشهد به، ثم قال: فعله بلغه ذلك في وسط السنة، انتهى.
وهذا الذي لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الإثبات المتقين، وما المانع أن يكون يحيى ابن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة وأعتمد قولهم وكانوا كثيرا فشهد على استفاضتهم، وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئا يصلح أن يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل ابن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لابن عينية: كنت تكتب الحديث وتحدث اليوم وتزيد في أسناده أو تنقص منه فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت، وقد ذكر أبو معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد، أن هارون بن معروف قال له إن ابن عيينة تغير أمره بآخره، وإن سليمان بن حرب قال له إن ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب (1).
وفي سند ابن عبد البر هذا، عمرو بن دينا، أيضا مقدوح مجروح مهتوك مقبوح، قال الذهبي، في الميزان في ترجمة عمرو بن دينار: قال أحمد ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن معين ذاهب، وقال أبو داود في حديثه ليس

(١) تهذيب التهذيب ٤: ١٢٠.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»