إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٦٤
على أم كلثوم بعد عمر عون ابن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها (1).
فهذا اختلاف بين وتناقض واضح يسقط معه كلام كل واحد من هذين الكاذبين عن درجات الالتفات، ومما يستغرب ويستعجب إن ابن قتيبة لم يتجاسر أن يذكر لسيدتنا أم كلثوم زوجا رابعا كما ذكره ابن سعد في الطبقات وهو عبد الله بن جعفر كما سمعت سابقا مع بيان بطلانه وفساده فيما سبق عند ردنا لكلام ابن سعد، ولعل ابن قتيبة عرف أن ذكر هذا الزوج الرابع مطلقا، وخاصة على نهج ذكره ابن سعد من الأكاذيب الواضحة ولا تصح عند العوام فضلا عن الخواص، ويقول:
قائل هذا القول الباطل إلى التورط في شديد الاشكال والالتباس.
رد كلام ابن عبد البر القرطبي باب: إبطال ما ذكره ابن عبد البر القرطبي في كتابه المسمى بالاستيعاب.
وهذه ألفاظه: أم كلثوم: بنت علي بنت أبي طالب رضي الله عنها، ولدت قبل وفاة رسول الله (ص) أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص)، خطبها عمر ابن الخطاب إلى علي بن أبي طالب فقال: إنها صغيرة فقال له عمر زوجنيها يا أبا الحسن فأني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فقال له علي رضي الله عنه: أنا أبعثها إليك فأن رضيتها فقد زوجتكما فبعثها إليه ببرد وقال لها: قولي له هذا البرد الذي قلت لك فقالت: ذلك لعمر فقال: قولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت: أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك.
ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء فقال: يا بنية أنه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون فجلس إليهم، فقال لهم: زفوني فقالوا: بما يا أمير

(1) الطبقات 8: 463.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»