بارك الله لكم، وبارك عليكم، أنا كذلك كنا نؤمر (1).
قال ابن منضور الأفريقي في لسان العرب: ومنه بالرفاء والبنين، ورفاه ترفية وترفيا دعا له فقال: بالرفاء والبنين، وفي حديث النبي (ص) إنه نهى أن يقال:
بالرفاء والبنين، الرفاء الأيتام، والاتفاق والبرمكة والبشام، وإنما نهى عنه كراهية، لأنه كان من عادتهم، ولهذا سن فيه غيره (2) انتهى.
وقال محمد طاهر الكجراتي: (3) في مجمع البحار أي قال الطيبي في شرح المشكاة -: الترفيه، قوله: بالرفاء والبنين، ويدل له الشارع بما ذكره لأنه لا يفيد، ولما فيه من التفسير عن البنات. انتهى.
وقال محمد طاهر الكجراتي أيضا في تكملة مجمع البحار، رفأ فيه نهى أن يقال: بالرفاء ولقد استبان بما سمعت إن واضع هذا الخبر قد نسب إلى عمر شيئا منكرا كان من رسوم الجاهلية، وعادات الكفار والله العاصم عن حب باطل يعمي القلوب والأبصار.
وأما ما وقع في هذا الخبر المكذوب أن عمر قال للأصحاب: إن رسول الله (ص) قال: كن نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا.
فمردود لأن اتصال السبب من رسول الله (ص) لعمر بعد الصحبة كان حاصلا بلا شبهة عند أهل السنة من جهة أبنته حفصة: فإنها كانت من أزواج رسول الله (ص)، وهذا الاتصال يكفي له أن كان عمر بن الخطاب مؤمنا مصدقا لقوله، وإن لم يكن مؤمنا مصدقا للرسول (ص) فما يزيده هذا الاتصال الذي طلبه من علي (ع) وهو محرم عليه بوجوه عديدة غير تقصير وتخسير كما لا يخفى على من له حظ من الإيمان، ونصيب.