إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١٣٦
أهل السنة مالك بن أنس صاحب المذهب المشهور، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الليثي هذا، قال الآجري: عن أبي داود عن أحمد بن صالح قال: ذكر أبو ضمرة عند مالك فقال: لم أر عند المحدثين غيره ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين (1).
وقد تكلم فيه غير مالك أيضا، قال ابن حجر في التهذيب في ترجمة الليثي هذا، قال أبو داود: وحدثنا محمود حدثنا مروان وذكر أبا ضمرة فقال: كانت فيه غفلة الشاميين، ووثقه ولكنه كان يعرض كتبه على الناس، قال أبو داود وسمعت الأشج يقول: سألت أبا ضمرة عن شئ فقال: شئ في هذا البيت عرض يعني أحاديثه (2) إنتهى.
ومن العجائب إن ابن سعد بنفسه قد قدح في ترجمة أنس بن عياض قال ابن سعد: كان ثقة كثير الخطأ (3) انتهى.
ومن حياء هذا الليثي إنه روى هذا الخبر المكذوب عن الإمام المعصوم جعفر بن محمد الصادق (ع) عن أبيه المعصوم محمد الباقر (ع) وقد نزهه الله هذين السيدين المعصومين عن أن يرويا هذ الكذب الصريح، والأفك الفضيح، والغالب إنه أراد أن يخدع العامة بإسناد هذا الخبر الباطل إلى هذين الإمامين الهمامين (ع) حتى يظنوا أن هذا الخبر المشتمل على عقد سيدتنا أم كلثوم (ع) مع عمر قد جاء برواية أئمة أهل البيت (ع) وهذا الخدع الباطل مما لا يخدع به إلا العامة الجهال والله العاصم عن مكائد أهل الضلال.
ومن عجائب التعصبات التي تتقطع لها قلوب المؤمنين، وتنشرح بها صدور الشياطين، إن ابن سعد هذا كان سئ الاعتقاد وعظيم الإلحاد في شأن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ما لفظه (4).

(١) تهذيب التهذيب ١: ٣٧٦.
(٢) المصدر السابق.
(٣) التهذيب ١: ٣٧٦.
(4) سقط في الأصل.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»