أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٥٥
الأكل إحساسا بالغربة، فيأكل بعنوان الاستجابة لالتماس المضيف وإلحاحه ورغبته، فيتناول شيئا اخر وهو منشرح النفس، غير شاعر بالغربة أو الوحشة.
هذا.. مع ملاحظة أدب ثان من قبل المضيف وهو: عدم المشقة على الضيف، فإذا لم يكن ذلك كان التشجيع على تناول المزيد أدبا من آداب الضيافة، وسنة كريمة من سنن أهل بيت الرحمة والكرم " صلوات الله عليهم ".
* وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال: أكلنا مع أبي عبد الله " عليه السلام " فأتينا بقصعة من أرز، فجعلنا نعذر، فقال: ما صنعتم شيئا، ان أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا. قال عبد الرحمن: فرفعت كسحة المائدة فأكلت، فقال " عليه السلام ": الان. ثم أنشأ يحدثنا: أن رسول الله " صلى الله عليه وآله " أهدي له قصعة أرز من ناحية الأنصار، فدعا سلمان والمقداد وأبا ذر - رحمهم الله - فجعلوا يعذرون في الأكل، فقال:
ما صنعتم شيئا، أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا. فجعلوا يأكلون أكلا جيدا. ثم قال أبو عبد الله: رحمهم الله، ورضي عنهم، وصلى الله عليهم (1).

(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست