أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٥٠
والزيت، فقيل له: لو دبرت أمرك حتى يعتدل، فقال " عليه السلام ": إنما تدبيرنا من الله، إذا وسع علينا وسعنا، وإذا قتر قترنا (1). وقال " عليه السلام " يوما: كان سليمان " عليه السلام " يطعم أضيافه اللحم بالحواري (2) وعياله الخ، شكار (3)، ويأكل هو الشعير غير منخول (4).
وقد أضاف أبو ذر الغفاري " رضوان الله عليه " ضيفا، فقال للضيف: إني مشغول، وإن لي إبلا فاخرج وأتني بخيرها.
فذهب فجاء بناقة مهزولة، فقال أبو ذر: خنتني بهذه، فقال:
وجدت خير الإبل فحلها، فذكرت يوم حاجتكم إليه، فقال أبو ذر: إن يوم حاجتي إليه ليوم أوضع في حفرتي، مع أن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. ثم قال: في المال ثلاثة شركاء: القدر لا يستأمن أن يذهب بخيرها أو شرها من هلك أو موت، والوارث ينتظرك أن تضع رأسك ثم

(١) المحاسن: ٤٠٠.
(٢) الخبز المصنوع من الدقيق الأبيض، وهو لباب الدقيق منخولا مرة بعد مرة.
(٣) الخبز المعمول من الدقيق الأسمر، وهو الذي لم ينخل، ويقال له خبز السماء.
بحار الأنوار ١٤: ٧٠ ح 8، عن دعوات الراوندي (المخطوط). وقصص الأنبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري: 361.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست