الصهرين، وحدت بالمسلمين إلى إراقة دمهما إلى غير هذا مما سندرسه في عهد الصهرين وما بعده إن شاء الله تعالى.
نتيجة البحث إن أم المؤمنين عائشة، في هذا العهد بدأ اسمها يبرز على أخواتها من أمهات المؤمنين (37)، وذلك بإرجاء السلطة إليها في الفتيا، وتفضيلها في العطاء.
وإن السلطة وإن مهدت لها السبيل في بلوغها ما كانت خليقة بها من مكانة مرموقة في المجتمع الاسلامي حتى اليوم، غير أنها حجرت عليها وعلى سائر أزواج النبي في دورهن بالمدينة، فلم تك تتصل إلا بمن كان حولها ممن صحب النبي وعاشره. فلم يكن هناك مبرر للاكثار من الحديث عن عصر الرسول لمن شاركها في مشاهدة ذلك العصر.
إذن فنحن نرى أن حديثها في عصر الخليفتين كان كحديث غيرها نزرا يسيرا. ومن المظنون ان أحاديثها في ذلك العهد لم تبلغ العشرات. ومن الجائز أن يكون من ذلك النزر اليسير أحاديثها اللاتي فيها تأييد للخلافة القائمة يومذاك، والخالية عن ذكر عثمان فإنها كانت من أشد المؤيدين لها مدى عمرها. على أن تحدثيها في فضائل الخليفتين لم يقتصر على هذا العصر وإنما