أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٠٨
فأذن له فقضى إليه حاجته وهو معي في المرط ثم خرج، ثم استأذن عليه عمر، فأذن له، فقضى إليه حاجته على تلك الحال، ثم خرج فاستأذن عليه عثمان فأصلح عليه ثيابه وجلس، فقض إليه حاجته ثم خرج. قالت عائشة:
فقلت له: يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عليك عمر فقضى إليك حاجته على حالك، ثم استأذن عليك عثمان فكأنك احتفظت؟!
فقال: " إن عثمان رجل حيي، ولو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي إلي حاجته! ".
وفي رواية مسلم (3): " وهو مضطجع على فراش لامس مرط عائشة...
إلى.. وقال لعائشة: إجمعي عليك ثيابك.. فقالت عائشة: يا رسول الله مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟.. " الحديث.
وفي حديثها لعبيد الله بن سيار: فلما قاموا قالت:
يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك؟!
فقال: يا عائشة: ألا أستحي من رجل والله إن الملائكة تستحي منه (4)؟!
وإنما رجحنا أن يكون التحديث بهذا في عصر عثمان لما فيه من ذكرهم مسلسلا حسب مجيئهم إلى الحكم مما ينبغي أن يكون بعد تدرج الخليفتين وتسنم عثمان وقبل انحرافها عنه وقبل قتله وقيامها بطلب ثأره، والا لورد ذكر قتله في الحديث أيضا مثل ما ورد ذلك في أحاديث أخرى لها فيه.
ومما يؤخذ على هذا الحديث - مضافا إلى ما ذكرنا - أنه يصرح بإذن الرسول

(٣) مسلم ٧ / ١١٧ باب فضائل عثمان، ومسند أحمد ٦ / ١٥٥.
(٤) صحيح مسلم ٧ / ١١٦، ومسند أحمد ٦ / ٦٢، وكنز العمال ٦ / ٣٧٦ الحديث ٥٨٤٥، وراجع الكنز ٦ / ١٤٨ الحديث ٢٤١٣ و ٢٤١٧ وص ٣٨٢ الحديث ٥٩٠٤، ومنتخب الكنز ٥ / ٢ و ١٧، وتاريخ ابن عساكر ترجمة عثمان، وأنساب الأشراف للبلاذري.
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»