فحصبهما سعد (36) وأقامهما، وقال:
" أتريدان ان تقولا: حضرنا وكنا في أهل الشورى؟! ".
إن محطم كسرى وقيصر، وفاتح ممالكهما، وضارب ظهر الصحابة بالدرة (*)، ومن كانت الجبابرة ترتعد من ذكر اسمه، يتصاغر أمام أم المؤمنين هذا التصاغر، وينيط أمر مثواه الأبدي إلى كلمتها الأخيرة، ويجعل من بيتها دارا للشورى، فيه ينقض ويبرم أمر تعيين الخليفة من بعده، وناهيك بذلك شرفا تتطاول إليه الأعناق.
بهذا وبغيره مما ميزها به طوال عهده على من عداها من جميع المسلمين قد بلغها من الحرمة إلى مكانة أصبح الجميع دونها، وكون منها قوة عظيمة بها استطاعت أن تعارض من جاء بعده، فزعزعت من كيان الخليفتين الدرة بالكسر: السوط. (*)