أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٠٢
فحصبهما سعد (36) وأقامهما، وقال:
" أتريدان ان تقولا: حضرنا وكنا في أهل الشورى؟! ".
إن محطم كسرى وقيصر، وفاتح ممالكهما، وضارب ظهر الصحابة بالدرة (*)، ومن كانت الجبابرة ترتعد من ذكر اسمه، يتصاغر أمام أم المؤمنين هذا التصاغر، وينيط أمر مثواه الأبدي إلى كلمتها الأخيرة، ويجعل من بيتها دارا للشورى، فيه ينقض ويبرم أمر تعيين الخليفة من بعده، وناهيك بذلك شرفا تتطاول إليه الأعناق.
بهذا وبغيره مما ميزها به طوال عهده على من عداها من جميع المسلمين قد بلغها من الحرمة إلى مكانة أصبح الجميع دونها، وكون منها قوة عظيمة بها استطاعت أن تعارض من جاء بعده، فزعزعت من كيان الخليفتين الدرة بالكسر: السوط. (*)

بثار عثمان وأشار برفع المصاحف للصلح فانخدع جيش علي وقبلوا الصلح وعينوا أبا موسى من قبلهم وعين معاوية عمرا فغدر بأبي موسى وخلعا عليا ونصب عمرو معاوية وأخذ مصر طعمة من معاوية ووليها بعد قتل محمد بن أبي بكر حتى توفي سنة ثلاث وأربعين أو بعدها ودفن هناك، راجع ترجمته في الاستيعاب، والطبقات وأسد الغابة، والإصابة.
(٣٥) المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي. وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية.
أسلم عام الخندق، وهاجر إلى المدينة، وشهد الحديبية، وأرسله الرسول مع أبي سفيان لهدم صنم ثقيف بالطائف، وأصيبت عينه يوم اليرموك. ولاه عمر البصرة وعزله عنها لما شهدوا عليه بالزنا، ثم ولاه الكوفة، وتوفي أميرا عليها من قبل معاوية سنة ٥٠ ه‍ بعد ان أحصن ٣٠٠ امرأة في الاسلام وقيل بل ألف امرأة.
ترجمته في الإصابة ٣ / ٤٣٢، والاستيعاب بهامش الإصابة ٣ / ٣٦٨ وأسد الغابة ٤ / ٤٠٦.
(٣٦) أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب القرشي الزهري.
كان سابع سبعة سبقوا إلى الاسلام، شهد بدرا وما بعدها. وهو أول من رمى بسهم في الاسلام، وكان رأس من فتح العراق، وكوف الكوفة، ووليها لعمر، وعينه في الستة أصحاب الشورى، اعتزل الناس بعد مقتل عثمان، ومات بمسكنه في العقيق في خلافة معاوية، ودفن بالبقيع.
الاستيعاب بهامش الإصابة ٢ / ١٨ ٢٥، والإصابة ٢ / 30 32.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»