أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
وأربعين قد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك، ولست تاركا إيصاءك بخصلة، لا تترك شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي والاقصاء لهم، والاطراء لشيعة عثمان والادناء لهم (151).
فأقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية لا يدع شتم علي والوقوع فيه، والدعاء لعثمان والاستغفار له. وكان حجر بن عدي يرد عليه، ثم توفي المغيرة، وولي زياد مكانه، فوقع بينه وبين حجر ما وقع مع المغيرة. وفي رواية أن زيادا أطال يوما الخطبة، وأخر الصلاة، فخشي حجر أن تفوت الصلاة، فنادى: الصلاة، فاستمر زياد في خطبته، فنادى حجر: الصلاة، إلى ثلاث مرات، فضرب حجر يده إلى كف من الحصى في وجه زياد، وثار إلى الصلاة، وثار الناس معه إلى الصلاة، فقطع زياد خطبته، وصلى بهم، ثم أمر الشرط أن يأتوا به، فمنعه قومه وأخفوه، حتى استأمنوا له على أن يرسله إلى معاوية، فأجابهم إلى ذلك، فسجنه وأحد عشر من أصحابه، ثم كتب عليه شهادة أنه شتم الخليفة، ودعا إلى حربه، وأخرج عامله.. وشهد عليه بعضهم في الكتاب، وكتب في الشهود اسم شريح بن هانئ، ثم أرسلهم مع الكتاب إلى معاوية، فلحق بهم شريح، فلما بلغوا إلى معاوية قرأ الشهادة على حجر، وقرأ كتاب شريح، فإذا فيه: بلغني أن زيادا كتب شهادتي، إن شهادتي على حجر أنه يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويديم الحج والعمرة، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، حرام الدم والمال، فإن شئت فاقتله، وإن شئت فدعه. فقال معاوية: أما هذا فقد أخرج نفسه من شهادتكم، وحبس القوم بمرج عذراء (*)، وشفع خواص معاوية في بعضهم فأطلقهم، وبعث إلى من بقي منهم يعرض عليهم البراءة من علي، واللعن له وإلا قتلهم، فقالوا: لسنا فاعلين ذلك، فحفروا لهم القبور، وأحضرت مرج عذراء: حوالي دمشق. (*)

(151) تاريخ الطبري، ط. أوربا 2 / 113.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»