فإنه قد ذهب عقله، فبلغه فقال: كلا والله ما ذهب عقلي، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله نهانا أن ندخل بيوتنا وأسقيتنا خمرا وأحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله لابقرن بطنه أو لأموتن دونه (72).
وأخرج ابن حنبل في مسنده 5 / 347 عن عبد الله بن بريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام، فأكلنا، ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال أي أبي: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله.. الحديث.
وله قصص أخرى في الخمر أخرجها ابن عساكر في تاريخه (73).
وفي هذا العصر عصر عثمان - كان لمعاوية مع أبي ذر قصص يطول شرحها، ونحن نوردها هاهنا بإيجاز.
مع أبي ذر:
كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام (74) فلما بلغه خبر النبي بمكة ذهب إليها، وأسلم رابعا أو خامسا (75) وأجهر