أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٩٦
وفي رواية: رآهما مجتمعين فنظر إليهما نظرا شديدا، ثم رآهما في اليوم الثاني، واليوم الثالث، كل ذلك يديم النظر إليهما، فقال في اليوم الثالث:
" إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين، ففرقوا بينهما فإنهما لن يجتمعا على خير " (62).
ونظر رسول الله ذات يوم إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه، أحدهما قائد والآخر سائق، قال: اللهم العن القائد والسائق والراكب (63).
هذا إلى غيره من حديث كثير لرسول الله فيه وفي أسرته (64) ينبئنا عن مكانة معاوية في ذلك العصر.
ومن بعد رسول الله استخلف أبو بكر، وأرسل يزيد بن أبي سفيان في من أرسله من الامراء في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، سار معاوية تحت لواء أخيه يزيد.
وفي عهد عمر لما طعن يزيد سنة ثماني عشرة بالطاعون، واحتضر، استعمل أخاه معاوية على عمله دمشق وجندها - فأقره الخليفة على ذلك (65).
ولما دخل عمر الشام، تلقاه معاوية في موكب عظيم، فقال فيه عمر:
" هذا كسرى العرب ". فلما دنا منه، قال له: " أنت صاحب الموكب العظيم؟ "، قال: نعم يا أمير المؤمنين! قال: مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: مع ما يبلغك من ذلك، قال: " ولم تفعل هذا؟! "

(62) في صفين 245 246 أن زيد بن أرقم دخل على معاوية فإذا عمرو بن العاص جالس معه على السرير فلما رآى ذلك جاء حتى رمى بنفسه بينهما وحدثهما بهذا الحديث.
(63) صفين ص 247، وراجع الطبري 11 / 357، والزبير بن بكار في كتاب المفاخرات برواية ابن أبي الحديد عنه في شرح النهج 2 / 103، وتذكر سبط ابن الجوزي 115، وفيه أن ذلك كان يوم الأحزاب.
(64) كالحكم بن أبي العاص، وعقبة بن أبي معيط وغيرهما.
(65) الطبري 4 / 202 والنبلاء 1 / 237 238.
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»