وكان من خبره يوم ذاك، أن امرأة من المهاجرات استشارت النبي فيه وفي رجلين كانوا قد خطبوها، فقال رسول الله في معاوية: " أما معاوية فصعلوك لا مال له " (59).
وخرج رسول الله في سفره، فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر وهو يقول:
يزال حواري تلوح عظامه * زوى الحرب عنه أن يجن فيقبرا فقال النبي: " انظروا من هما؟ " فقالوا: معاوية وعمرو بن العاص، فرفع رسول الله يديه فقال: " اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما إلى النار دعا " (60).
وفي حديث آخر: أن رسول الله رآهما في غزاة تبوك يسيران، وهما يتحدثان، فالتفت إلى أصحابه، فقال: إذا رأيتموهما اجتمعا ففرقوا بينهما، فإنهما لا يجتمعان على خير أبدا (61).