وقتل رجالا ونساء، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب، فخطب أهل الكوفة، وقال في خطبته: " وتركتم قولي وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات، هذا أخو غامد، قد جاء الأنبار، فقتل عاملها، وقتل رجالا كثيرا ونساء، والله لقد بلغني أنه كان يأتي المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فينزعها حجلها ورعاثها (*)، ثم ينصرفون موفورين لم يكلم أحد منهم كلما، فلو أن امرءا مسلما مات دون هذا أسفا لم يكن عليها ملوما، بل كان به جديرا.. ".
الخطبة (104).
ج عبد الله بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر الفزاري: سبي طفلا في سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة بعد أن قتل في المعركة مالك جد أبيه مع ثلاثة عشر من ولده وحفيده مسعدة والد عبد الله بن مسعدة هذا، وغيرهم من أفراد أسرته وربطت أم قرفة جدة أبيه بين بعيرين وأرسلا حتى انشقت نصفين، ووهب النبي عبد الله بن مسعدة لابنته فاطمة فأعتقته، ثم كان عند علي، ثم صار إلى معاوية، وكان من أشد الناس على علي، وعاش حتى غزا المدينة في واقعة الحرة وجرح في قتال ابن الزبير محاصرا الحرم، ولم نجد له ذكرا بعد ذلك (105).
وجه معاوية عبد الله هذا في ألف وسبعمائة، وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادي، وأن يقتل من امتنع من عطائه، ثم يأتي مكة والمدينة والحجاز (106).