الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ١٣
قال السيد زيني دحلان في أسنى المطالب ص 18: هذه الرواية صحيحة وقد وجدنا لها شاهدا برواية صحيحة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يستغفرون لآبائهم حتى نزلت هذه الآية فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا ثم أنزل الله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم. الآية يعني استغفر له ما دام حيا فلما مات أمسك عن الاستغفار له قال: وهذا شاهد صحيح فحيث كانت هذه الرواية أصح كان العمل بها أرجح، فالأرجح إنها نزلت في استغفار أناس لآبائهم المشركين لا في أبي طالب. ا ه‍ (ومنها): ما أخرجه - في سبب نزول آية الاستغفار - مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكرة الآخرة (1).
وأخرج الطبري والحاكم وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن مسعود وبريدة، والطبراني وابن مردويه والطبري من طريق عكرمة عن ابن عباس: إنه صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك اعتمر فجاء قبر أمه فاستأذن ربه أن يستغفر لها، ودعا الله تعالى أن يأذن له في شفاعتها يوم القيامة فأبى أن يأذن فنزلت الآية (2).
وأخرج الطبري في تفسيره 11: 31 عن عطية لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها حتى نزلت: ما كان للنبي إلى قوله: تبرأ منه.
وروى الزمخشري في الكشاف 2: 49 حديث نزول الآية في أبي طالب ثم ذكر هذا الحديث في سبب نزولها وأردفها بقوله: وهذا أصح لأن موت أبي طالب كان قبل الهجرة وهذا آخر ما نزل بالمدينة.
وقال القسطلاني في إرشاد الساري 7: 270: قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه

(١) إرشاد الساري في شرح البخاري ٧: ١٥١.
(٢) تفسير الطبري ١١: ٣١، إرشاد الساري ٧: ٢٧٠، الدر المنثور ٣: ٢٨٣.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»