الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ١٢
استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون.
وبقوله تعالى: استغفر لهم أو لا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم.
وهذه وما قبلها آيتا 23 و 80 من سورة التوبة نزلت قبل آية الاستغفار.
أترى النبي صلى الله عليه وآله مع هذه الآيات النازلة قبل آية الاستغفار كان يستغفر لعمه طيلة مدة سنين وقد مات كافرا العياذ بالله وهو ينظر إليه من كثب؟ لا ها الله، حاشا نبي العظمة.
ولعل لهذه كلها استبعد الحسين بن الفضل نزولها في أبي طالب وقال: هذا بعيد لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن، ومات أبو طالب في عنفوان الاسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وذكره القرطبي وأقره في تفسيره 8: 273.
4 - إن هناك روايات تضاد هذه الرواية في مورد نزول آية الاستغفار من سورة البراءة، منها:
صحيحة أخرجها الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان والضياء في المختارة عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم. فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين له أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له إنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم (1) يظهر من هذه الرواية أن عدم جواز الاستغفار للمشركين كان أمرا معهودا قبل نزول الآية ولذلك ردع عنه مولانا أمير المؤمنين الرجل، وقوله عليه السلام هذا لا يلائم مع استغفار النبي صلى الله عليه وآله لعمه على تقدير عدم إسلامه، وترى الرجل ما استند قط في تبرير عمله إلى استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه علما بأنه صلى الله عليه وآله قط لا يستغفر لمشرك.

(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»