الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٢٣
حديث الضحضاح إلى هنا انتهى كل ما للقوم من نبل تقله كنانة الأحقاد، أو ذخيرة في علبة الضغائن رموا بها أبا طالب، وقد أتينا عليها فجعلناه ها هباء منثورا، ولم يبق لهم إلا رواية الضحضاح، وما لأعداء أبي طالب حولها من مكاء وتصدية، وهي على ما يلي:
أخرج البخاري ومسلم من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: " هو " في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل.
وفي لفظ آخر: قلت: يا رسول الله! إن أبا طالب كان يحفظك وينصرك فهل نفعه ذلك؟
قال نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح.
ومن حديث الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أبو طالب عنده فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه.
وفي صحيح البخاري من طريق عبد العزيز بن محمد الدارا وردي عن يزيد بن الهاد نحوه غيران فيه تغلي منه أم دماغه.
راجع صحيح البخاري في أبواب المناقب (باب قصة أبي طالب) ج 6: 33، 34، وفي كتاب الأدب باب كنية المشرك ج 9: 92، صحيح مسلم كتاب الإيمان، طبقات ابن سعد 1: 106 ط مصر، مسند أحمد 1: 206، 207، عيون الأثر 1: 132، تاريخ ابن كثير 3: 125.
قال الأميني: نحن لا تروقنا المناقشة في الأسانيد لمكان سفيان الثوري وبما مر فيه ص 4 من إنه كان يدلس عن الضعفاء ويكتب عن الكذابين.
ولا لمكان عبد الملك بن عمير اللخمي الكوفي الذي طال عمره وساء حفظه، قال أبو حاتم: ليس بحافظ تغير
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»