الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة المقدمة ٢
كتاب مقدس ألقي إلينا من شيخنا الأكبر آية الله سماحة الشيخ محمد الرضا آل ياسين الكاظمي النجفي دامت أيامه وإفاضاته وإنه:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الأحد، والصلاة والسلام على نبيه محمد وآله، صلاة لا يحصيها عدد.
كنت أتجافى عن التقريظ لما قد يوافي المطري من المجازفة في الثناء فيتجاوز المدح حده، ويوقع صاحبه في ورطة المحاباة، لما تحدوه إليه عين الرضا، وما يجري مجراها من عوامل المغالاة، وربما قصر البيان عن القدر اللازم فيكون الانسان قد بخس حقا من حقوق أخيه المؤمن.
لكني سبرت كتاب " الغدير " ذلك الكتاب المبين الذي لا ريب فيه هدى للمتقين، فوجدت شأوا له بعيدا لا يلحقه البيان، وللقوم فيه متسعا تنبو عنه جمل الإطراء، فمهما تشدق القائل فيه وأطنب فهو دون حقيقته، وإن في السكوت عن تقريظ كتاب مثله - يرشد الجاهل، وينبه الغافل، ويهدي الضال، ويميط عن الحقائق الدينية أسدال الشبه، ويوقف الباحث على جلية الحق الواضح - تثبطا عن نصرة الحق، وقعودا عن الواجب، فتصفحته وقرأته فامتلأت نفسي إعجابا وإكبارا له حين ألفيت فيه تلك الضالة المنشودة التي كان قد استأثر بها عالم الغيب طوال هذه الحقب المتمادية فلم يخرجها إلى عالم الشهادة حتى تبرز بها هذا الحبر الأمين، المأمون على الدنيا و الدين، الذي جمع الله له إلى قوة الإيمان قوة العلم وقوة البيان فكان له من تظافر هذه القوى الثلاث قوة لا تثبت أمامها قوة، لشد ما شد بها على أباطيل فصرعها، وعلى أضاليل فقمعها، وعلى مخاريق فمزقها وصدعها.
تلك لعمر الله موهبة عظمي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، ومن أجدر بهذه الموهبة من
(المقدمة ٢)