صورة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي وفقنا لحب أهل وده، وغرس في قلوبنا احترام وتفضيل العترة الطاهرة والشجرة الباسقة التي أصلها وفرعها في السماء، والتي من أخذ بأفنانها ووصل حبله بأسبابها ارتقى من الدنيا والآخرة على غيره، وصلاة الله وسلامه على سيد الوجود محمد صلى الله عليه وآله وصحبه الطيبين، وكل مولود يتصل فرعه بأصله، ويدل فعله على قوله، لم يخالف أمرا، ولم يجترح منكرا وكان مؤيدا لوحيه عليه السلام وآخذا بنصحه.
سيدي المفضال! أرسلت تخبرني بأنك رأيت أن ترسل لي الغدير الكبير بدلا من الجدول لصغير، وأعلمتني أن قيمته وإن غلت وعلت فإنني عندك أغلى وأعلى، والحقيقة هو أن ذاتك الصافية وشخصيتك المثلى تجلى نورها على مرآة نفسك الطاهرة، فانعكس ضياؤها على لوح وجودك، وتراءى لك من شعاعها ونورها ما حدثتني به وأنت الصادق، ولكن ينبوعه أنت وليس له نبراس سواك، أدامك الله لي وللناس سراجا وهاجا، وجعلني عند حسن ظنك ووفقني وحببني إلى من يحبه ويرضاه ورضي عنه.
سيدي أخذت (الغدير) وقرأته وقبل أن أصل عبابه عمت فيه، وغرفت منه، وذقت طعمه، فإذا هو الغدير الأول بماء غير آسن، يفيض عذوبة أصفى من قطرات المزن، ومدامة أعبق وأطيب من شذا المسك، وألذ من كل شراب.
ولولا من وضع حوله السدود، وأقام أمامه الحواجز من العصور الأولى لكان مضيا على وجه البسيطة وينتفع به خلق الله أجمعين.
وما أعظمه من غدير وقف فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله يوصي أصحابه وأمته بابن عمه ويحضهم على التمسك بهديه والسير وراء زوج ابنته الزهراء ووالد السبطين عليهم الصلاة والسلام.