أبحاثنا السالفة أن البرهان الصحيح يقودنا إلى الاعتراف بفساد هذا التشريع، فنعلم بنتيجة أن النبي لم يشرعه لأمته، فلا بد أن نتهم الاجماع المدعى بإحدى التهم المتقدمة.
هذا من جهة. ومن جهة أخرى، أنا لا أدري أن هؤلاء الذين أقدموا على الاجتماع في السقيفة لعقد البيعة بدون مشورة من جميع الموجودين في المدينة وغيرهم على أي سناد استندوا وبأية حجة اجتمعوا والمفروض أن لا حجة إلا الاجماع، وهو - على فرضه - بعد لم ينعقد على صحة عملهم؟ فهذا العمل من أساسه كان بغير حجة قائمة ولا بينة واضحة، ولذا قال عمر لسعد بن عبادة: " اقتلوه قتله الله إنه صاحب فتنة ".
فلأي شئ استحق القتل ولم يكن يدعو إلا إلى نفسه كما دعا غيره؟ ولماذا كان صاحب فتنة؟ - ليس إلا لأن دعوته من غير حجة قائمة. وإذا كان قد ثبت من النبي صحة انقاد الخلافة باختيار أهل الحل والعقد، ويكتفي بمثل القوم الذين اجتمعوا في السقيفة يومئذ فلم يكن قد دعا سعد إلا إلى ما هو مشروع لا يستحق عليه قتلا ولا غضبا.
أما النص المروي: " الأئمة من قريش " فلم يكن معروفا عند المهاجرين يومئذ أو أنهم لم يريدوا أن يعرفوه، ولذا لم يستدلوا له ذلك اليوم، بناء على ما هو الصحيح وإنما