تعليل مقبول لذلك الصمت، بأن أقول: إن الرسول إنما ترك بيان هذا الأمر ليوقع الخلاف بين أمته رحمة بهم لما روي عنه: " اختلاف أمتي رحمة "؟.
ولكن هيهات! إن لم تؤول الكلمة بما يتفق ومبادئ الإسلام (1) فإنها الكذب الصراح على داعية الوحدة ومقاتل نزعات الجاهلية الأولى بسيف من الأخوة الإسلامية انتشل العرب من هوة عميقة للتفرق والنزاع والنزال.
إن أكبر ظاهرة للإسلام بل من أعظم أعماله، تلك الدعوة إلى الوحدة المطلقة بأوسع معانيها وتحطيم الفروق حتى بين الشعوب والأمم المختلفة. ألا (إنما المؤمنون إخوة).