[الموضوعية عند أهل البيت:] لا نعجب لما نرى أئمة الهدى من آل الرسول صلى الله عليه وآله أن هدفهم هو الوصول إلى الحق مهما كان طريقه مرا وشائكا وكؤودا وإننا بملاحظة تعاليمهم عليهم السلام وتربيتهم لأمة جدهم نرى أروع الأمثلة في الموضوعية والتجرد عن التقليد الأعمى والتعصب الجاهلي فمثلا نقرأ قول الإمام الهادي عليه السلام في مناجاته لربه وتضرعه إليه:
" اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي إليك.. ".
فالميزان ليس الحسب أو النسب أو العشيرة أو تقليد الآباء مهما بلغوا في عظمتهم وشهرتهم بل المقصد هو الوصول إلى الحق سبحانه والقرب إليه من أي طريق وبأي ثمن وإنما يجب التمسك بالمبدأ المعين إذا كان موصلا إلى الله تعالى ومقربا نحوه وإلا لا قيمة له، فالإمام الهادي عليه السلام يفترض - وفرض المحال ليس بمحال - أنه لو وجد شخص أقرب إلى الله من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لوجب التمسك به، وهذا غاية الموضوعية والاخلاص إلى الله سبحانه.
* * * وأن الموضوعية في الأبحاث مهما كانت قد تبدو حساسة وشائكة وصعبة إلا أنها سوف تكون عاملا مساعدا للوحدة ولم شعث الأمة الاسلامية ورص صفوفها في قبال الكفر العالمي، وأما السكوت عن القضايا المذهبية والخلافية أو إثارتها بالشتم والكذب والبهتان والتعصب فإنه لن يجدي نفعا للأمة الاسلامية ووحدتها وعزها وكرامتها، بل يجب أن تتوحد الصفوف وتنصهر وتحابب القلوب مهما كان بينها من خلاف أو تعدد في المذاهب والأفكار وتكون كالجسد