أدلتها خصوصا مع البعد الزمني عن عصر الرسالة وتوقف النظام الاجتماعي لو اشتغل الكل بتحصيل كل ما يحتاجه من مسائل الفقه.
[حرية اختيار الاسلام:] بعد أن عرفنا أن معرفة المبدأ الأول لا بد أن يكون من طريق العقل وحريته التامة. نعرف أن كل شئ مهما سما فهو دون المولى سبحانه حتى الاسلام فاختياره يكون بتفكر الانسان وبحثه وتدقيقاته (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وعندما يستعمل عقله فالنتيجة هي الاعتراف بالاسلام ومباديه لهذا نرى أن الاسلام يعطي الانسان حرية التفكير في بحثه وهو مطمأن أن النتيجة هو الوصول إلى الحقيقة والواقع وتراه يضع للانسان الداعية الطرق الحكيمة والخلقية عندما يدعو الانسان غيره ولا يحتاج لأن يستعمل الأساليب الملتوية من الكذب والغش والبهتان والشتم والتعصب الأعمى ﴿ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ (١) ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾ (2).
وإننا على علم ويقين تامين أن الانسان مهما كان إذا استعمل فكره ولم يتعصب إلى فكرة معينة أو تقليد أعمى لأبويه أو لبيئته التي يعيش فيها أو لحزب ينتمي إليه أو لمذهب ينتسب إليه وصار موضوعيا في فكره وبحثه وأخلص النية لله تعالى للحق في هدفه فإنه سوف يصل إلى الحقيقة وتنكشف له كما سوف يتعرف على الباطل وموارد الاشتباه والالتباس عليه وذلك بعون الله وحسن لطفه وعنايته.