النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة مقدمة المحقق ٨
[منزلة العقل في الاسلام:] فإذا عرفنا هذه الأهمية الكبرى للفكر في الاسلام نعرف أهمية العقل في حياة الانسان وسعادته ووصوله إلى الواقع. فإن العقل أداة الفكر الذي يفكر بها الانسان وقد وردت النصوص الكثيرة في مدح العقل وجعله حجة على الناس كما أن الرسل حجة عليهم.
قال الإمام الكاظم عليه السلام:
" يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام، وأما الباطنة فالعقول " (١).
بل جعل التمييز بين الخير والشر والنزوع عن الشر إنما هو بالعقل. فقد روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله:
" إنما يدرك الخير كله بالعقل ولا دين لمن لا عقل له " (٢).
وهكذا يتتابع المدح والثناء على العقل وما يلازمه من العلم والتفقه ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (3).
وقال الإمام الكاظم عليه السلام:
" تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة " (4).
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:
" أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه " (5).

(١) الكافي ج ١ / ١٦.
(٢) تحف العقول ص ٤٤.
(٣) فاطر: ٢٨.
(٤) تحف العقول ص ٣٠٢.
(5) البحار ج 70 / 307.
(مقدمة المحقق ٨)