النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٧٥
حتى يردا علي الحوض، وبهذا قد انحسر لثام الشك، وأسفر وجه اليقين، والحمد لله رب العالمين.
على أنه صلى الله عليه وآله لم يكتف بمجرد سنن الثقلين حتى مثلهم في هذه الأمة تارة بسفينة نوح في قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وأخرى بباب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له، وجعلهم أمان أهل الأرض من الاختلاف فإذا خالفتهم قبيلة اختلفت فصارت حزب إبليس (916).
وهذا غاية ما في وسعه صلى الله عليه وآله من إلزام أمته باتباعهم واقتفاء أثرهم. لم يبق لأحد من جميع الناس مندوحة عن ذلك، لا مالكا ولا مملوكا ولا، ولا، ولا.
وأنى تكون لأحد مندوحة بعد أن كانوا كسفينة نوح لا يسلم إلا راكبها وكباب حطة لا يغفر إلا لمن دخله، وكانوا عدل القرآن في الميزان، لا يجد المسلم عنهم حولا ولا يرتضي بهم بدلا.
ولعل قائلا يقول: كيف يجوز على أصحاب رسول الله " لو نص صلى الله عليه وآله وسلم على أمر " أن يخالفوا نصه؟.
ولم ترك علي حقه المعهود به إليه، فلم يدافعهم عنه ولم ينازعهم فيه، وقعد في بيته مدة خلافة الخلفاء الثلاثة وبذل لهم من النصح جهده؟. وما تقول الشيعة في قوله صلى الله عليه وآله: لا تجتمع أمتي على ضلال، ولا على خطأ؟.
وهلا احتج علي وأولياؤه من الهاشميين وغيرهم يوم السقيفة على بيعتها؟
وهلا كان النص بالخلافة على علي من الله تعالى بآية من القرآن صريحة جليلة في ذلك صراحة آيات التوحيد، والعدل والنبوة، والبعث، في مضامينها؟
فالجواب: أما عن مخالفتهم للنصوص، فتعرفه من موضوع كتابنا هذا؟

(916) تقدمت هذه الأحاديث مع مصادرها تحت رقم (15 و 16 و 17 و 18).
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 567 568 570 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»