النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٤٠
بمثل ذلك الخوارج (1) ولم يحتفل الجمهور بمذاهبهم، بل أوسعوها جانب الإنكار والقدح، فلا نعرف شيئا من مذاهبهم (2)، ولا نروي كتبهم، ولا أثر لشئ منها في مواطنهم (851) فكتب الشيعة في بلادهم، وحيث كانت دولتهم قائمة في المغرب والمشرق واليمن، والخوارج كذلك، ولكل منهم كتب وتآليف وآراء في الفقه غريبة هذا كلامه فتأمله وأعجب.
ثم رجع إلى مذاهب أهل السنة فذكر: انتشار مذهب أبي حنيفة في العراق ومذهب مالك في الحجاز، ومذهب أحمد في الشام وفي بغداد. ومذهب الشافعي في مصر. وهنا قال ما هذا لفظه: ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر بظهور دولة الرافضة، وتداول بها فقه أهل البيت (3) وتلاشى من سواهم، إلى أن ذهبت دولة

(1) أنظر كيف جعل أهل البيت " الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " شذاذ مارقة كالخوارج نعوذ بالله (منه قدس).
(2) كذب ابن خلدون نفسه في هذه الكلمة، فإنه إذا كان لا يعرف شيئا من مذاهبهم ولا يروي كتبهم، ولا أثر لشئ منها عنده فمن أين عرف أنهم شذاذ ضلال مبتدعون؟ ومن أين عرف أن أصولهم واهية؟. (قتل الخراصون) (منه قدس).
(851) كتب الشيعة منتشرة في العالم وقد ملئت الطوامير وصارت بوحدها مكتبات وقد بلغت مئات الآلاف. فراجع أسمائها في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آقا بزرگ الطهراني وقد طبع منه خمسة وعشرون مجلدا. وهو فهرست لأسماء كتب الشيعة من زمان الرسول إلى القرن الرابع عشر الهجري.
(3) أنظر كيف اعترف بأن الرافضة يدينون الله بمذهب أهل البيت.
لكم ذخركم إن النبي ورهطه * وجيلهم ذخري إذا التمس الذخر جعلت هواي الفاطميين زلفة * إلى خالقي ما دمت أو دام لي عمر وكوفنى ديني على أن منصبي * شئام ونجري اية ذكر النجر (منه قدس)
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»