النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٣٦
صاحب الطالقان (845) المعاصر للبخاري (1). ولا عن غيرهم من أعلام العترة الطاهرة، وأغصان الشجرة الزاهرة. كعبد الله بن الحسن (846) وعلي

(٨٤٥) أمه: صفية بنت موسى بن عمر بن علي بن الحسين. ويكنى أبا جعفر.
وقال أبو الفرج الأصفهاني: وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب. خرج على طواغيت زمانه بالطالقان وكان في أيام المعتصم وبايعه أربعون ألف أو أكثر وحصلت بينه وبين أعوان الظلمة حروب كان النصر فيها له. ثم أعطى بعض الجواسيس خبره حتى قبض عليه في قرية (نسا) إحدى قرى خراسان وذلك بتدبير من عبد الله ابن طاهر الوالي على (الرقة) حتى أتى به إلى المعتصم في بغداد في يوم الاثنين ١٤ شهر ربيع الآخر وقيل الأول سنة ٢١٩ ه‍.
قال أحد أعدائه والذي قبض عليه وهو إبراهيم بن غسان في حقه:
" ما رأيت قط أشد اجتهادا منه ولا أعف ولا أكثر ذكرا لله تعالى مع شهامة نفس واجتماع قلب، ما ظهر منه جزع ولا انكسار ولا خضوع في الشدائد التي مرت به " ثم دس إليه سم في حبسه في أيام المتوكل واستشهد على يد أعداء الله.
راجع: الكامل في التاريخ ج ٥ / ٢٣١، مقاتل الطالبيين ص ٣٨٢، تاريخ الطبري ج ١٠ / ٣٠٥، مروج الذهب ج ٣ / ٤٦٤، عمدة الطالب ص ٣٠٥.
(١) قتل في العراق سنة ٢٥٠ قبل وفاة البخاري بست سنوات (منه قدس).
(٨٤٦) وهو ابن الحسن المثنى ويقال له عبد الله المحض وقد كان من أصحاب الإمام الصادق والباقر عليهما السلام. ووصفه الإمام الصادق عليه السلام:
بالعبد الصالح ودعا له ولبني عمه بالأجر والسعادة. قال السيد ابن طاوس في الاقبال ص ٥١ بعد هذا: وهذا يدل على أن الجماعة المحمولين - يعني عبد الله وأصحابه الحسنيين - كانوا عند مولانا الصادق معذورين وممدوحين ومظلومين وبحقه عارفين وقد يوجد في الكتب أنهم كانوا للصادقين عليهم السلام مفارقين وذلك محتمل للتقية لئلا ينسب إظهارهم لانكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين، ومما يدلك على أنهم كانوا عارفين بالحق وبه شاهدين ما رويناه - وقال بعد ذكر السند وإنهائه إلى الصادق - ثم بكا (ع) حتى علا صوته وبكينا ثم قال حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه أنه قال: " يقتل منك أو يصاب نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يعدلهم الآخرون " ثم قال:
أقول وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحه بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم السلام وأنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام والظفر بالسعادة والاكرام.
وقال ابن المهنا في العمدة في وصف عبد الله هذا:
كان يشبه رسول الله وكان شيخ بني هاشم في زمانه.. وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام بعد أبيه الحسن.
وعبد الله المحض كان المنصور العباسي يسميه: عبد الله المذلة قتله في حبسه بالهاشمية سنة ١٤٥ ه‍ لما حبسه مع تسعة عشر من ولد الحسن ثلاث سنين وقد غيرت السياط لون أحدهم وأسالت دمه وأصاب سوط إحدى عينيه فسالت وكان يستسقي الماء فلا يسقى فردم عليهم الحبس فماتوا.
وقيل إنهم وجدوا مسمرين في الحيطان.
وعبد الله بن الحسن يكنى أبا محمد وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
راجع: الغدير ج ٣ / ٣٧١ و ٣٧٥، الاقبال لابن طاوس ص ٥١، تاريخ اليعقوبي ج ٣ / ١٠٦، تذكرة السبط ص ٢١٧، مقاتل الطالبيين ص ١٢١ - ١٢٥، تاريخ الطبري، عمدة الطالب ص ١٠١.
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»