ويشهد لهذا ما رواه محمد بن إسحاق في مغازيه عن كل من حسان بن ثابت وكعب بن مالك الأنصاريين من شعرهما في رثاء جعفر ومدحه إذ استشهد (37) وكيف كان الواقع من ترتيب رسول الله لهؤلاء الأمراء الثلاثة فقد نص صلى الله عليه وآله على تأمير زيد (38)، سواء أكان الأول منهم، أم كان الثاني، وسمعه الجيش وسائر الصحابة يؤمره فلا وجه لطعن الطاعنين منهم بعد ذلك في تأميره (39) إلا إذا جاز الاجتهاد من غير المعصوم، في مقابل النص من المعصوم.
وكان السبب في هذه الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث من أصحابه الحرث بن عمير الأزدي إلى ملك بصرى بكتاب يدعوه فيه إلى الله تعالى ورسوله وطاعتهما ليكون من المسلمين له ما لهم، وعليه ما عليهم، فعرض له شرحبيل