النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٩
وثمانين جرحا بين رمية وضربة وطعنة (42).
ويؤثر عن رسول الله (1) أنه صلى الله عليه وآله قال: مر بي جعفر البارحة في نفر من الملائكة له جناحان مخضب القوادم بالدم (43).
ولله موقف زيد بن حارثة وقد شاط في رماح القوم أعلى الله مقامه كما شرف في الدنيا ختامه. وما أشرف موقف عبد الله بن رواحة إذ يشجع نفسه في مقابلة مئتي ألف من عدوه فيقول:
يا نفس إن لم تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت - وما تمنيت فقد أعطيت * إن تفعلي فعلهما هديت - وقال: أقسمت يا نفس لتنزلنه * طائعة أو لا لتكرهنه - إن أجلب الناس وشدوا الرنة * مالي أراك تكرهين الجنة - قد طالما قد كنت مطمئنة * هل أنت إلا نطفة في شنة - ثم نزل عن فرسه وأتاه ابن عم له بعرق من لحم، فقال له: شد بهذا صلبك فقد لقيت ما لقيت. فأخذه فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في ناحية العسكر فقال لنفسه: وأنت في الدنيا؟. ثم ألقاه وأخذ سيفه وتقدم فقاتل حتى قتل (44).

(٤٢) الكامل في التاريخ ٢ / ٢٣٦ مع تغيير يسير في اللفظ، تاريخ الخميس ج ٢ / ٧١، السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ٣٧٨.
(١) كما في غزوة مؤتة من كامل ابن الأثير وغيره من كتب الحديث والأخبار.
ولذا كان لقبه عند المسلمين كافة ذا الجناحين (منه قدس).
(٤٣) الكامل ٢ / ٢٣٨، تاريخ الطبري ٣ / ٤١.
(٤٤) مقتل زيد بن حارثة:
راجع: الكامل ٢ / ٢٣٦ - ٢٣٧، شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥ / ٦٩ - ٧٠، السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ٣٧٩، تاريخ الطبري ٣ / 39 - 40، تاريخ الخميس ج 2 / 71 - 72.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»