النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٠
وكان بعض المسلمين من هذا الجيش - إذ علم أن عدوهم الناهد إليهم مئتا ألف - رأى أن يخبر رسول الله بذلك، فشجعهم عبد الله بن رواحة (على المضي) بقوله:
" والله ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين، الذي أكرمنا الله تعالى به، فانطلقوا فما هي إلا إحدى الحسنيين. أما ظهور وأما شهادة " فقال الناس: صدق والله (45) وساروا فما ضعفوا وما استكانوا، إن هذا والله لهو الشرف، يعلو جناح النسر، ويزحم منكب الجوزاء، أجل، إنما هو الإيمان بالله ورسوله، فيا ليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما.
[المورد - (4) - سرية أسامة ابن زيد:] إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد اهتم بهذه السرية اهتماما عظيما فأمر أصحابه بالتهيؤ لها وحضهم على ذلك، ثم عبأهم بنفسه الزكية، إرهافا لعزائمهم، واستنهاضا لهممهم، فلم يبق أحدا من وجوه المهاجرين والأنصار، كأبي بكر

(٤٥) راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥ / ٦٧، تاريخ الطبري ٣ / ٣٨، السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ٣٧٥، بحار الأنوار ج ٢١ / ٥٦ و ٦١، السيرة الحلبية ج ٣ / 77.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»