النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٨٥
ولا يأت اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم.
ثم أمر أبا طلحة الأنصاري أن يختار خمسين رجلا من الأنصار يقومون معه مسلحين على رؤوس الستة حتى يختاروا رجلا منهم في ثلاثة أيام من موته وأمر صهيبا أن يصلي في الناس تلك المدة، وأن يدخل أولئك الستة بيتا فيقوم عليهم بسيفه مع أبي طلحة وأصحابه، وقال له: إن اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربع وأبى اثنان فاضرب رأسيهما، وإن افترقوا ثلاثة وثلاثة فالخليفة في الذين فيهم عبد الرحمن، واقتلوا أولئك إن خالفوا، فإن مضت الثلاثة أيام ولم يتفقوا على واحد منهم فاضربوا أعناق الستة (1)، ودعوا الأمر شورى بين المسلمين يختارون لأنفسهم من شاؤوا.
هذا ملخص عهد الشورى (549).
وإذا كان كارها لتحملها كما يقول، فلم زج نفسه بما فر منه، وألقى بيده إليه، على أسوأ الوجوه، وأشدها ضررا وخطرا؟!. حيث اختص من الأمة

(١) وما يدريك لعلها استخفافه بدمائهم أوجب استخفاف قاتلي عثمان بدمه:
واستخفاف الخوارج يومي الجمل بالبصرة. وفي النهروان وصفين بقتال علي وقتله؟
واستخفاف يزيد بدم سيد الشهداء في كربلاء فإن الفاروق منزلته القدوة ولا سيما عند هؤلاء كما لا يخفى (منه قدس).
(٥٤٩) عهده في الشورى على هذه الكيفية التي لخصناها ثابت بالتواتر. وقد ذكره ابن الأثير حيث ذكر قصة الشورى في حوادث سنة ٢٣ من الجزء الثالث من كامله وابن جرير في حوادث تلك السنة من كتابه تاريخ الأمم والملوك. وابن أبي الحديد في شرح خطبة الشقشقية ص ٦٢ من المجلد الأول من شرح النهج وسائر أهل الأخبار (منه).
تاريخ الطبري ج ٥ / 33، الكامل لابن الأثير ج 3 / 34.
وقريب منه في: الطبقات لابن سعد ج 3 / 338.
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»