النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٢١٩
وحسبك من غيرها ما تراه في سنن غيرهم من حفظة الآثار كالإمام مالك في موطئه: " إذ بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائما. فقال: الصلاة خير من النوم. فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح " (299). انتهى بلفظه.
قال الزرقاني في تعليقه على هذه الكلمة من شرحه للموطأ ما هذا لفظه (1) هذا البلاغ أخرجه الدارقطني في السنن من طريق وكيع في مصنفه عن العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال وأخرج عن سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنه قال لمؤذنه: إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم.
قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام بن عروة، ورواه غير واحد من إثبات أهل السنة والجماعة (300).
ولا وزن لما جاء عن محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي عن أبيه عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وآله استشار الناس لما يهمهم إلى الصلاة فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى، فأري النداء في تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلا، فأمر رسول الله بلالا فأذن به.
(قال): قال الزهري وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من

(299) الموطأ للإمام مالك ص 58 ح 151 ط بيروت.
(1) راجع منه ما جاء في النداء للصلاة ص 25 من جزئه الأول (منه قدس).
(300) المصنف لابن أبي شيبة ج.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 211 212 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»