في مرضه أن يكتب لهم تفصيل ما أوجبه عليهم في حديث الثقلين.
وإنما عدل عن ذلك، لأن كلمتهم تلك التي فاجأوه بها اضطرته إلى العدول إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والاختلاف من بعده في أنه هل هجر فيما كتبه " والعياذ بالله " أو لم يهجر. كما اختلفوا في ذلك فاختصموا وأكثروا اللغو واللغط نصب عينيه فلم يتسن له يومئذ أكثر من قوله لهم:
قوموا كما سمعت، ولو أصر. فكتب الكتاب للجوا في قولهم هجر، ولأوغل أشياعهم في إثبات هجره " والعياذ بالله " فسطروا به أساطيرهم، وملأوا طواميرهم ردا على ذلك الكتاب، وعلى من يحتج به.
لهذا اقتضت الحكمة البالغة أن يضرب صلى الله عليه وآله عن ذلك الكتاب صفحا، لئلا يفتح هؤلاء وأولياؤهم بابا إلى الطعن في النبوة " نعوذ بالله وبه نستجير " وقد رأى أن عليا وأولياءه خاضعون لمضمون ذلك الكتاب، سواء عليهم، أكتب أم لم يكتب، وغيرهم لا يعمل به، ولا يعتبره لو كتب، فالحكمة - والحال هذه - توجب تركه، إذ لا أثر له بعد تلك المعارضة سوى الفتنة كما لا يخفى.
[إعذار المعارضين وتزييفها] وقد اعتذر شيخنا الشيخ سليم البشري المالكي (213) شيخ الجامع