لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ١٨٤
انا الحسين بن علي * آليت ان لا أنثني أحمي عيالات أبي * امضي على دين النبي " ولما " بقي الحسين عليه السلام في ثلاثة أو أربعة من أصحابه وفي رواية ثلاثة رهط من أهله قال ابغوني ثوبا لا يرغب فيه أحد اجعله تحت ثيابي لئلا اجرد منه بعد قتلي فاني مقتول مسلوب فأتي بتبان قال لا ذاك لباس من ضرب على الذلة ولا ينبغي لي ان ألبسه وفي رواية أنه قال هذا لباس أهل الذمة فاخذ ثوبا خلقا فخرقه وجعله تحت ثيابه وفي رواية انه اتي بشئ أو سع منه دون السراويل وفوق التبان فلبسه فلما قتل جردوه منه " ثم " استدعي بسراويل من حبرة يمانيه يلمع فيها البصر ففزرها ولبسها وإنما فزرها لئلا يسلبها بعد قتله فلما قتل عليه السلام سلبها منه بحر (أبجر خ ل) بن كعب وتركه مجردا فكانت يدا بحر بعد ذلك تيبسان في الصيف كأنهما عودان وترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا إلى أن أهلكه الله تعالى واقبل الحسين عليه السلام على القوم يدفعهم عن نفسه والثلاثة الذين معه يحمونه حتى قتل الثلاثة وبقي وحده وقد أثخن بالجراح في رأسه وبدنه فجعل يضاربهم بسيفه وحمل الناس عليه عن يمينه وشماله فحمل على الذين عن يمينه فتفرقوا ثم حمل على الذين عن يساره فتفرقوا " قال " بعض الرواة فوالله ما رأيت مكثورا قط قد
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»